خاص(الحدث الجنوبية) أبين – تقرير / الخضر عبدالله :
الحاج / محمد عمر حبيبات من مواليد منطقة قاع حبيبات عام 1919م ,و يعتبر رمز من رموز أسرة ال حبيبات له مكانته العليا في قلوب الأسرة وله المحبة من أبناء منطقته ومناطق العين خاصة ومنطقه لودرعامة.
عاش الحاج / محمد عمر حبيبات فترة حياته متنقلاَ في المناطق راعياَ للأغنام كما عاش معظم حياته يرفع صوت الأذان كل يوم. وذلك من خلال مسجد منطقته لمدة 35 عام وبعدها أنتقل إلى الجامع الكبير ويسمي (الرحمة بعاصمة لودر) الآن أو جامع الحبيل كما يطلق عليه العامة هذ الأسم نظراً لموقع منازلهم في مكان توجد فيها انتشار الحصى , وأستمر خلالها الحاج / محمد عمر حبيبات في الأذان فية لمدة وجيزة خلال اقامتة بعاصمة لودر …
كان الحاج / محمد عمر حبيبات يرفع أذان الصلوات المكتوبة في منطقة العين دثينة ، حيث يبعد مقر اقامته عن المسجد الكبير (( السادة )) مسافات طويلة تبلغ الـ 3كيلو متر, و لتجشمه ومشقته بهذه الطريقة يسعى من خلالها لرفع الآذان للصلاوات الخمس .
كما يعد الحاج / محمد عمر حبيبات ، من أشهر المؤذنين في مناطق لودر ، كما يعتبر اطولهم مدة قضاها في أداء هذه المهمة ، حيث ظل حوالي 35 عاما يؤدي مهمة الاذان متنقلاَ بين المساجد ،
وقد اشتهر الحاج / محمد عمر حبيبات بصوته المميز، ولعل لحظات الإفطار في رمضان طوال العقود الماضية، تحمل ذكرى مع هذا المؤذن، حيث كان سكان ا مناطق قاع حبيبات التي توافق مدينة عدن في توقيتها تفطر على صوت اذانه، بسماع صوته مباشرة ، حيث ينقل الاذان من ماذنة المسجد أو عبر مكبرات الصوت .
كما كان الناس في العقود الماضية يضبطون ساعاتهم على اذان الحاج / محمد عمر عندما كان التوقيت الغروبي هو المعمول به، حيث يؤذن المغرب الساعة 12، ليبدأ حاملو الساعات في جيوبهم ومعاصمهم، ثم يستعينون بها في إدارة مؤشر عقارب الساعة إلى الاتجاه المعاكس بسرعة بعد اربع وعشرين ساعة من الحركة ليعود الزنبرك بالدوران في الاتجاه المعاكس، حيث كان تشغيل الساعات في ذلك الوقت يتم بهذه الطريقة، إذ لا وجود للبطاريات التي تحرك الساعة وتشغلها.
وقد غيب المرض والشيخوخة الحاج / محمد عمر حبيبات ا عن تكملة مشواره مع الاذان في المساجد ,وقد ارتبط صوت الحاج / محمد عمر بصوت دقات ساعة الصفاة التي كانت تسمع في أرجاء مناطق القاع والقرى المجاوره لها، حيث لم يعد يسمع صوت المؤذن أو صوت دقات الساعة، نظراً لاتساع مساحة المناطق ..
ومن خلال تعلقه بالاذان في المسجد وسماع صوته لمناداة الناس للصلاة يذكر ان الحاج / محمد عمر قبل توفر اجهزة مكبرات الصوت كان الاذان في المساجد يعتمد على صعود بجوار المآذن لرفع الاذان في كل صلاة فيما ترفع الاقامة من جوار الامام. وكان مستمراَ بالطلوع والنزول للماذنة لأذان الصلوات الخمس
ذكريات من حياته :
منذ أن بدأنا نسترجل بالصيام..لننعتق من وحل الطفولة التي طالت إ بهاء الفحولة التي طال انتظارها، منذ ذلك الحين الانتقالي ونحن نراكم الأسئلة الرمضانية فوق بعضها أمام والدينا منذ بداية الإمساك حتى نهاية الانساك. كنا نسأل: يا باه، نسيت أني صائم وشربت! يا باه , نسيت أني صائم وأكلت! ياماه، نسيت أني صائم وذقت التمر! ياماه، نسيت أني صائم وذقت اللقيمات! ياباه متى يؤذن المغرب؟ ياماه، كم بقي على أذان المغرب؟!
كانت مناسك الصوم تبدأ عندما يؤذن مسجد منطقتنا، وتنتهي عندما يؤذن ( الحاج / محمد عمر) ولذلك فقد ارتبط في أذهاننا الطفوليه صوت الحاج / محمد عمر حبيبات بأنه صوت الخلاص من عناء الجوع ووعناء العطش، صوت يجعلنا نشعر بأننا ارتوينا قبل أن نشرب وشبعنا قبل أن نأكل. هكذا أحببنا..صغارا..الحاج / محمد عمر بكل براءة. ثم أحببناه..كبارا.. بكل قناعه. لأنه رجل نذر نفسه مناديا الناس إلى فعل الخير. ونذر صوته مجلجلا بالأذان إلى الآذان..
ونذر حياته وقفا اماذن المساجد ..هذه نكهة الحاج / محمد عمر حبيبات الذي اعياه الهرم وفقد بصره وعجز عن الحركة ، ولم تذهب نكهته! داهم جسده الهرم والشخزخة ، لكن أبى أن يهرم صوته ,.فما أقسى أن يغيب رجل بهذا الموقع من النفس دون أن يؤذن المؤذنون بتفقده وزيارته كما يليق به. ما أقسى أن تتلاشى قيمه القيم أمام تهافت التوافه! وما أجمل أن يأتي الوفاء بعد الصد..والالتفاتة إليه بعد الالتفاتة عنه! ثم..ما أجمل أن يكون للحاج / المؤذن محمد عمر ولمئذنته المعشوقة حيز وحضور في أذهاننا وحياتنا ..






