(الحدث الجنوبية ) كتب لطفي شطارة
إرسال الدكتور عبدالكريم الارياني إلى مران للقاء عبدالملك الحوثي بعد إعلان الأخير أن حل الاقليمين هو الأفضل ، واعلانه ايضا بأن القضية الجنوبية سياسية ، عمل غير حصيف من الرئاسة تظهر وكأنها تقف و بوضوح ضد مشروع الاقليمين أولا وإقناع الحوثي أن أصر على الاقليمين أن يكون بنظام واسع الصلاحيات وتبقى السلطة بيد المركز في صنعاء .. هل يعي الجنوبيين في السلطة ومن هم حول الرئيس خطورة التشريع وتقديم تنازلات لإعادة الحق الحنوبي لأصحابه والوقوف ضد إرادة شعب الجنوب عمل بالغ الخطورة ؟.
انا لن أتحدث عن المكونات الجنوبية التي لم ولن تستوعب خطورة المرحلة بعد ومازالت تعيش في عالم آخر بعيدا ما يجري على أرض الواقع .. انا أتحدث انه حان الوقت يا جنوبيين أن تقفوا حول قيادة واعية وعاقلة ومستوعبة لما يحاك في صنعاء لضرب القضية الجنوبية .. قيادة اذا لا تتشكل بأسرع وقت وتضع النقاط على الحروف فإن المجتمع الدولي والاقليم أيضا سيتحمل مسؤولية صمته على كل المحاولات التي تجري لضرب القضية الجنوبية في صنعاء ، خاصة وأن كل الأطراف إقليميا ودوليا أيضا يدركون جيدا ان تجاوز الإرادة السياسية لشعب الجنوب إنما هي تزيد الاحتقان في الجنوب وتعقد أي حلول ممكنة اليوم لا اقل ولا أكثر .. ولدى باتت المسؤولية اليوم تحتم علينا أن نتجاوز كل الصغائر لأن مخطط تمييع القضية بدأ يتحرك وبقوة خاصة عندما يكون الوسيط بين الرئاسة والحوثي هو أكبر شخص يجاهر بوقوفه ضد القضية الجنوبية ويعلن أكثر من مرة انه ضد الاقليمين .. أتمنى واكرر أن لا يكون الجنوب ضمن صفقة ” التمديد مقابل التقسيم ” أو أن يكون الالتفاف على الاقليمين أيضا من قبل جنوبيي السلطة ونظام علي صالح المخلوع وأنصار الله مقابل حصولهم على تنازلات كبيرة لصالح شرعنة تمددهم شمالا .
الأمور واضحة وضوح الشمس وعلى قيادات الجنوب أما اغتنام الفرصة أو الإعلان عن اعتزالهم السياسي حتى لا تظل القضية بين فلان وعلان وهناك للأسف من يغذي هذه الخلافات لجعلها قميص عثمان لعدم التوصل إلى الحل النهائي .
إذا لم يتحرك الجنوبيين سياسيا الآن يوقفوا وقفة رجل واحد فلا يلومون إلا أنفسهم لأن الشمال بقواه السياسية ينحنون الآن للعاصفة ويقدمون التنازلات مقابل أن لا يحصل الجنوب على إقليم مستقل بفترة مزمنة .. وذلك أضعف الإيمان.
القيادة الجنوبية الموحدة هي الضمان الوحيد للانتصار للقضية الجنوبية ، ما لم فإن التاريخ والأجيال القادمة ستلعنها لأنها تضيع الفرصة تلو الأخرى.





