خاص (الحدث الجنوبية ) كتب / ماجد سعيد علي
الكاتب ماجد سعيد علي
من أديب قائد
أخي ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ إقراءها جيدا ﻟﺘﻌﺮﻑ ﻣﻦ أين ﺟﺎﺀﺗﻨﻲ ﻓﻜﺮﺓ
إقامة ﻭﺣﺪﺓ ﻟﻠﻐﺴﻴﻞ ..
ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺨﺘﺼﺮ ﻋﻦ ﻣﺒﻨﻰ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻐﺴﻴﻞ ﺍﻟﻜﻠﻮﻱ .. /
ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ!!!!.
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ !! “ﻣﻦ أين ﺟﺎﺀﺕ الفكرة .. ﻛﻨﺖ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ
ﻓﻲ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻐﺴﻴﻞ ﺍﻟﻜﻠﻮﻱ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ،،ﺗﺠﻮﻟﺖ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻢ .. ﻛﻞ مارات ﻋﻴﻨﻲ ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻟﺮﻭﺡ،،ﻭﻳﻔﺖ
ﺍﻟﻘﻠﺐ… ﺭﺟﺎﻝ ﻧﺴﺎﺀ أطفال .. ﺷﻴﻮﺥ .. ﻣﻨﺘﻈﺮﻳﻦ
ﺍﻟﻤﻮﺕ .. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ .. ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻥ ﻳﻌﻴﺸﻮﺍ ﻳﻮﻡ
ﺁﺧﺮ… ﺗﺤﺸﺮﺟﺖ ﺭﻭﺣﻲ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻱ… أحسست ﺑﻜﺘﻢ ﻓﻲ
ﻭﺳﻂ ﺻﺪﺭﻱ .. وحبسه ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ.. ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﺍﻻﻟﻢ
والمعاناة ﺍﻟﺘﻲ أراها .…
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻮﺳﻌﻲ ﺍﻻ ﺍﻟﻤﻐﺎﺩﺭﻩ .. ﺑﺴﺮﻋﻪ .. ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻋﻠﻰ
ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ.. ﺍﺫﺍ ﺑﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ .. ﻣﻈﻬﺮ ﺍﻟﻔﻘﺮ
ﻭﺍﻻﻟﻢ ﻭﺍﻟﻈﻨﻚ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺢ ﻭﺟﻬﺔ… ثيابه
متواضعة … ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻓﺘﺎﻩ ﻻتتجاوزه العاشرة
ﻳﺒﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ اثأر ﺍﻻعياء ﻧﻈﺮﺕ إليه . فإذا بت ﻳﺮﻛﻦ
ﺍﻟﻔﺘﺎﻩ ﻭﻳﻐﺎﺩﺭ… ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺣﻮﻟﻲ ﻟﻢ أجد ﺍﺣﺪ… ﻭﺭﺟﻞ ﻣﺎﺯﺍﻝ
ﻳﻤﺸﻲ .. لحقته وسالت .. ﻟﻢ ﺍﻟﻔﺘﺎﻩ… ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺭﻛﻨﺖ
ﺍﻟﻔﺘﺎﻩ ﻭﻏﺎﺩﺭﺕ… ﻧﻈﺮ إلى ﻧﻈﺮﺓ ﻣﺰﻗﺖ ﺟﺴﺪ… ﺗﻨﻬﺪ
ﻧﻬﺪﻩ ﻣﻦ أعماق ﺭﻭﺣﺔ .. ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﻤﻠﻰ ﻋﻴﻨﺎﻩ… ﺛﻢ طأطأ
رافسة .. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻧﻬﺎ ﺑﻨﺘﻲ ..… ﻫﻨﺎ إنا ﻟﻢ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ إن
أتفوه ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﻩ… ﺟﻒ ﺭﻳﻘﻲ ﻣﻦ ﻓﻤﻲ. ﻣﺴﻜﺖ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﺔ . …
ﻟﻔﺖ إلى ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻱ ﻣﺎ ﺍﻣﻠﻜﺔ ﻟدﻓﻊ ﻗﻴﻤﺔ
ﺍﻟﻐﺴﻠﺔ ﺩﻋﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﺍﻣﺎ ﺍﻥ ﻳﻐﺴﻠﻮﺍ ﻟﻬﺎ ﺍﻭ ﺗﻤﻮﺕ أفضل..
ﺻﺒﺮﺕ ﺍﻟﺮﺟﻞ وأوضحت ﻟﻪ ﺍﺟﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﺑﺮ وثوابه
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ..
ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻫﺪﻯ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﻠﻴﻼ… ﻭﺷﺮﺡ ﻟﻲ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻪ .. ﻭﺍﺧﺒﺮﻧﻲ
أنة ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ .. ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺑﺘﻠى ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺗﺘﺠﺎﻭﺯ
ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﺑﻤﺮﺽ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﻜﻠﻮﻱ… منذ أكثر ﻣﻦ ﺳﻨﻪ
ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ .. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻳﺎﺗﻲ ﺑﻬﺎ ﻣﺮﻩ ﻓﻲ ﺍلأﺳﺒﻮﻉ
إلى ﻋﺪﻥ .. ﻟﻌﻤﻞ ﻏﺴﻴﻞ ﻟﻬﺎ… ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺭﻳﻔﻴﺔ ..
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﻠﻔﺔ ألغسله ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺗﻌﺎﺩﻝ 25 إلف ﺭﻳﺎﻝ
ﻳﻤﻨﻲ…
ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺤﺎﻝ وأصبحت ﺍﻟﻔﺘﺎﻩ ﺗﺤﺘﺎﺝ إلى
ﻏﺴﻠﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻻأسبوع إي ﻣﺎ ﻳﻌﺎﺩﻝ 50 أسبوعين .. ﺍﻱ
ﻣﺎ ﻳﻌﺎﺩﻝ 200 إلف ﺭﻳﺎﻝ ﺷﻬﺮﻳﻦ ..
ﻭﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﺍﻝ5 ﺍﺷﻬﺮ .. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮجل
ﺑﻌﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﺤﻮﺯﺗﻲ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﻉ ﻟﻢ يتبقى ﻟﻲ ﺷﻲ ..
ﻭﻋﻨﺪي أسره ﻣﻦ ﻳﻄﻌﻤﻬم .. هدىت ﺍﻟﺮﺟﻞ . ﻭﺗﻮﺟﻬﻨﺎ إنا ﻭﻫﻮ
إلى ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﻤﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﻐﺴﻴﻞ ﻭﺷﺮﺣﺖ ﻟﻪ ظروف
ﺍﻟﺮﺟﻞ .. ﻭﺣﺎﻟﺘﻪ فتجاوب ﻣﻌﻨﺎ… ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ .. وأمر
الموظف ﺍﻟﻤﺨﺘﺺ ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ ﻏﺮﻓﺔ خاصة ﻟﻠﻔﺘﺎﻩ ﺗﺠﻠﺲ
ﻓﻴﻬﺎ… ﻭﺗﻌﻴﺶ ﺣﺘﻰ ﻳﺄ ﺗﻴﻬﺎ ﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ… ﻓﺴﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻧﻘﻠﻨﺎ ﺍﻟﻔﺘﺎﻩ المنهارة إلى ﺗﻠﻚ
الفرقة .. ﻭﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .… ﻭﺗﻤﻨﻴﺖ ﻟﻮ ﻟﻲ ﺭﻭﺡ ﻻﻫﺒﻬﺎ
ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﻩ
