(الحدث الجنوبية) البيان – تعز ــ صلاح قعشة،عدن ــ ياسر اليافعي – تمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة تعز، أمس، من تطهير ما تبقى من مديرية المسراخ وطرد ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، ومقتل أكثر من 43 مسلحاً في المعارك، في حين شنت مقاتلات التحالف غارات مكثفة استهدفت بقية المعسكرات ومواقع الانقلابين في وسط صنعاء ومحيطها، بالتزامن مع مواصلة قوات الشرعية الاستعداد والحشد لمعركة اقتحام العاصمة، بينما شنت المقاومة في بمديرية بيحان بمحافظة شبوة هجومين منفصلين على نقاط تابع للمليشيات وكبدتهم خسائر كبيرة.
وقال الناطق الرسمي للمجلس الأعلى للمقاومة العقيد الركن منصور الحساني لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، إن أبطال الجيش والمقاومة في مديرية المسراخ حرروا، أمس، كامل مركز المديرية، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات الذين تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، حيث قتل أكثر من 43 مسلحاً في المعارك.
وأضاف أن المديرية أصبحت خالية من الميليشيا الحوثية وصالح الانقلابية. وأوضح الحساني أن وحدات الجيش والمقاومة تتقدم حالياً نحو منطقة الأقروض لملاحقة الميليشيا الفارة من المسراخ، داعياً المغرر بهم إلى ترك السلاح وتسليم أنفسهم للجيش الوطني والمقاومة.
من جهته، قال قائد جبهة المسراخ وقائد اللواء 35 مدرع العميد عدنان الحمادي لـ«البيان»، إنه تم أيضاً الاستيلاء على مخزن كبير للألغام سيتم تفجيرها بأمان من قبل الفريق الهندسي، وعربات شبه مدمرة سيتم إصلاحها والاستفادة منها، ومجموعة من الرشاشات، وذخائر أسلحة ثقيلة.
وأوضح الحمادي، أن المتبقي هو أقل من 10 في المئة من مساحة المديرية متمثلاً في الطريق المؤدية للمديرية من مدينة الدمنة، وأنه في حين تدور المناوشات في عزلة الأقروض التابعة لمديرية صبر الموادم القريبة من مديرية المسراخ، فإنه يتم مطاردة فلول الميليشيا في مناطق من المسراخ، حيث يقوم أفرادها ببيع أسلحتهم. وأكد أنه يتم إصدار نداءات لأهالي المديرية النازحين بالعودة إلى منازلهم، فيما يستكمل الفريق الهندسي نزع الألغام التي زرعتها الميليشيا.
هجوم مباغت
وفي السياق، شن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هجوماً مباغتاً في ساعات الفجر الأولى على الميليشيات في منطقة القفحة بعزلة الأقروض، جنوب تعز، تمكنوا من خلاله من قتل قرابة 20 من عناصر الميليشيا وجرح آخرين.
كما استهدفت المقاومة الشعبية في واحدة من عملياتها النوعية تجمعاً للميليشيا في أثناء استعداد عناصرها لشن هجوم على مواقع المقاومة قرب جبهة القصر، شرق المدينة، حيث تم مباغتة أفراد الميليشيا بعملية منظمة وخاطفة أوقعوا فيها 10 قتلى، مع إحراق عربتين عسكريتين.
وفي جبهة (حيفان _ الأعبوس)، تمكنت المقاومة الشعبية من تطهير منطقة الغلبية أعبوس حيفان جنوب تعز، بعد اشتباكات عنيفة في جبل الهتاري وبني علي، فيما تصدت وحدات من الجيش والمقاومة الشعبية لمحاولات تسلل قامت بها عناصر الميليشيا في موقع السد باتجاه قرية وهر جبل حبشي، غرب المدينة، وأجبرتهم على التراجع والفرار.
إلى ذلك، استعادت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية عدد من المناطق في جبهة كرش. وأوضح قائد المقاومة الشعبية في جبهة كرش _ الراهدة، حربي سرور، لـ«البيان»، أن القوات الموالية للشرعية استعادت منطقة الحصحص القريبة من منطقة الحويمي والرابطة بين منطقتي حماله والحويمي، مضيفاً أن قوات الشرعية تمكنت كذلك من استعادة منطقة السفيلة والحدب، مع سقوط عدد من الميليشيا بين قتيل وجريح.
غارات مُكثفة
كما شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع ومعسكرات الانقلابين في مدينة صنعاء ومحيطها، تمهيداً للمعركة الفاصلة، حيث استهدفت معسكر ضبوة في مديرية سنحان جنوب العاصمة، مسقط رأس الرئيس المخلوع، كما قصفت مواقع للانقلابيين الحوثيين وقوات المخلوع في منطقة صرف ببني حشيش، وفي نقيل بن غيلان ومناطق محلي وملح وقطبي في مديرية نهم.
كذلك قصف طيران التحالف أهدافاً للانقلابيين في معسكر النهدين جنوبي صنعاء، وفي الحيمة وسنحان بمحافظة صنعاء. ووفقاً لمصادر المقاومة قصفت مقاتلات التحالف تعزيزات الانقلابين في بني شكوان ودمرتها بشكل كامل، وقتل المسلحون الذين كانوا فيها، كما قصفت المقاتلات معسكر النهدين في محيط المجمع الرئاسي.
استعدادات وتقدم
إلى ذلك، قالت مصادر المقاومة إن قوات الجيش وبإشراف رئيس هيئة الأركان محمد المقدشي، تضع اللمسات الأخيرة لخطة اقتحام صنعاء من أكثر من محور، فيما تواصل هذه القوات عملية تطهير بقية المرتفعات على الطريق الذي يمتد من أطراف مديرية نهم وصولاً إلى مديرية بني حشيش.
وطبقاً لهذه المصادر فإن المئات من رجال القبائل يتم حشدهم أيضاً إلى الجبهات للمشاركة في المعركة، كما أن المئات من أفراد الجيش الذين كانوا غادروا المعسكرات إلى منازلهم عقب الانقلاب، التحقوا بالجيش الوطني، حيث يوجد هؤلاء في محافظة مأرب لاستكمال توزيعهم على الوحدات القتالية في الجبهات.
مسألة وقت
في الأثناء، قال عضو المجلس الأعلى للمقاومة في صنعاء عبدالكريم ثعيل لـ«البيان»، إن تحرير العاصمة مسألة وقت ليس إلا، وإن الجيش والمقاومة يتقدمون في محيط مسورة غرب فرضة نهم، وفي محيط محلي جنوب الفرضة، وكبدوا الانقلابيين عشرات القتلى وفروا من ثلاث تباب في محلي ومسورة وأطراف ملح.
كما سيطر أبطال الجيش والمقاوم في صرواح المشجح على تبة وعتاد للانقلابيين الذين قتل منهم أكثر من 10.
وناشد ثعيل، الهلال الأحمر والمنظمات الحقوقية والإغاثية، سرعة انتشال عشرات الجثث في المناطق التي حررتها المقاومة مسندة بالجيش في محافظة صنعاء بمديرية نهم، وخاصة في أطراف مناطق ملح وبران ومسورة ووسط منطقة محلي القريبة من نقيل ابن غيلان، وكذلك في آخر مناطق محافظة مأرب من الغرب باتجاه بني حشيش (منطقة المخدرة وصرواح وخاصة التباب الواقعة في منطقة المشجح).
وأفادت مصادر يمنية محلية بأن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يحشدان قواتهما على تخوم منطقة مسورة مركز مدينة نهم التي تبعد قرابة 12 كيلومتراً عن أرحب، وذلك استعداداً لفتح جبهة جديدة في الطريق إلى العاصمة صنعاء.
هجومان للمقاومة
وشنت المقاومة الشعبية في مديرية بيحان بمحافظة شبوة، هجومين منفصلين على نقاط تابع لميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح. وذكرت مصادر أن الهجوم الأول كان في منطقة الحزم بينما الثاني استهدف تجمعاً للمليشيات بوادي نحر في بيحان. وبحسب المصادر، خلف الهجومان قتلى وجرحى من المليشيات.
مقذوفات حوثية
من جهة أخرى، استشهد إمام مسجد برماوي، وابنه، بمحافظة ظهران الجنوب، بعد تعرضهما لشظايا مقذوف عسكري أطلق من الأراضي اليمنية وسقط في المسجد، مساء أول من أمس حسب ما نقل موقع «العربية نت».
وأكد أحد الشهود لموقع الجالية البرماوية أن المقذوف وقع على سقف المسجد واخترقه إلى الداخل ثم انتشرت شظايا منه أصابت الإمام شاكر نذير الأركاني وابنه الذي استشهد فوراً فيما تم نقل الأب إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة بعد صلاة المغرب.
تدريبات مُكثفة
تواصل قيادة اللواء الثاني مشاة جبلي بمحافظة شبوة، التدريبات المكثفة لتأهيل الدفعة الثانية من المنضمين، أخيراً، للجيش الوطني من عناصر المقاومة. وخضع أفراد اللواء من الدفعة الأولى والثانية لتدريبات مكثفة على أيادي كفاءات عسكرية محلية في معسكر حنيشان في مدينة عتق عاصمة المحافظة.
وقال العقيد باللواء الثاني مشاة جبلي أحمد علي القميشي، إن التدريبات جارية لتهيئة الدفعة الثانية بعد تخرج الدفعة الأولى. وأكد أن قوات اللواء الثاني جاهزة لأي مهمة عسكرية تكلفهم بها القيادة العليا للجيش الوطني، مضيفاً أن قيادة اللواء تواجه صعوبة حالياً في الإمكانيات المادية وتقوم بمهامها اعتماداً على جهود ذاتية. عدن ــ البيان




