خاص(الحدث الجنوبية) نبيل عبدالله
وطن بلا دوله كجسد بلا روح يتعفن البدن وتنهشه الديدان وتفوح رائحة الموت منه
من بين ما كنا نتخوف منه في الجنوب هو الفراغ وان نجد حلمنا في ايجاد دولة يتلاشى وينهار مع وجود الجماعات المسلحة وزعماء الحرب والمتصارعون على السلطة
ولأننا دعاة الدولة كان دائماً ما يخوفنا علي عبدالله صالح بالصومله
ابناء الجنوب دعاة الدولة المدنية والنظام والقانون
في الجنوب وجدت دولة كانت نموذج في فرض هيبة الدولة وشعب نموذجياً في المدنية والتحضر
بغض النظر عن القوانين التي نعارضها فنحن ننشد الان دولة ديمقراطية تعدديه تكفل الحريات والحقوق
ناضل الجنوبيين لاستعادة دولتهم وتعاظم نضالهم كلما تعمقوا اكثر في دولة القبيلة والمحسوبية التي عاشت على الصراعات وتدمير الانسان والفساد الاداري والاخلاقي وانتشار الفوضى وازدواجية القانون الموظف
خلال مسيرة النضال السلمي الجنوبي كانت تظهر بعض الاصوات المطالبة بالكفاح المسلح
لكن هذا الخيار قوبل بالرفض القاطع ليس لاختلاف ميزان القوة فحسب بل لتخوفات كبيره كثيره فنحن لا نمتلك القيادة الموحدة لا عسكرياً ولا سياسياً كما اننا نتخوف من الفراغ الذي قد يحدث وعجزنا عن خلق مؤسسات توفر احتياجات المواطن لان هذا يتطلب وقت كما ان ايجاد عملية سياسية تنافسية ستكون مهمة صعبه خاصه وان على حدودنا عدو يتربص بنا ويمتلك الكثير من الادوات لاختراقنا واستهدافنا من الداخل عبر دعم العمليات الإرهابية والجماعات وبث الفتنه والتناحر وافشال التحول الذي نحن بصدده
هذا على فرضية اننا نجنا في طرد ما نسميه بالاحتلال بتلك المقومات المحدودة في مجابهة جيش وخلايا نائمة وعملاء وغيره
لكن حصل ما كنا نتمناه وهيئ الله لنا كثير من الامور فهذه الحرب رغم ما خلفته من الم كانت وستكون مفتاح خير لنا وهي من قال البعض ان علينا تجنبها لأنها ليس حربنا وصراع رفقاء السلطة في صنعاء
فبهذه الحرب اتى الكفاح المسلح بشرعية دوليه وكفاح التف حوله واجتمع كل شرائح المجتمع ولا يوجد خلاف حولها وانبثق عنها اصطفاف وطني لا مثيل له
اتى الكفاح بدعم لوجستي وعسكري مباشر وتحطمت الة القتل وترسانة العدو وتحررت الارض وتلاشت مطامع العدو وها نحن امام تحول كبير سيقودنا ان شاء الله لتحقيق الهدف الذي ننشده
فلو ان هادي استسلم واعترف بسلطة الحوثيين وصالح ولو انه ما قاوم لما تحقق لنا الكفاح الذي ننشده
فله فضل في ذلك بعد الله في تحقيق شرعية الكفاح وتهيئة عوامل النجاح وميزان القوه
فانتصرنا هنا على تخوفات اشعال الكفاح المسلح وتبقى هاجس وتخوف التبعات !!!
لا زال صالح يهددنا بالصومله والفراغ والاقتتال ونشوء الجماعات المسلحة وانتشار زعماء الحرب والصراع على السلطة والنفوذ
لتهديد حلمنا في ايجاد دولة بما تعنيه الكلمة من معنى
هناك اوطان كثيره لا تخضع لاحتلال لكنها مدمره فلا وجود لدولة فاعله بمؤسساتها وقدرتها على حماية مصالحها وخدمة مواطنيها فأصبحت اوطان يهجرها ابنائها ويعيشون فيها تعساء
وكما كان الرئيس هادي مفتاح لحل اشكالية الكفاح فانه سيكون ايضاً مفتاح للاستقرار وايجاد الدولة التي ننشدها وقيادة المرحلة الانتقالية الخطيرة بأمان وسلام
وحتى يكتمل حلمنا في ايجاد دولة يجب ان لا نعطي الفرصة لزعماء الحرب ولا لنشوء الجماعات المسلحة فهي تبدا بتصفيق ثم تنتهي بتخندق وحرب عندما تتعارض المصالح وتتفاقم المطامع
نريد دولة وجيش وأمن ومؤسسات فاعله من يصر على ان لا يكون جندي في الجيش او مواطن عادي ويصر على ان يكون قائد تتبعه عدسات التصوير ويكون مشهور وحديث الناس ويتحقق لها جاه وسلطه فلا مانع لا تلتحق كجندي في الجيش والامن اترك السلاح والجماعات المسلحة وانشئ حزبك السياسي وخض مضمار التنافس الحضاري واقبل بنتائجه
فمن هنا نبني الدولة
علينا ان نتعض من ما آل اليه حال كثير من البلدان




