واعتبر الأصبحي في حلقة الأحد (20/12/2015) من برنامج “حديث الثورة” والتي ناقشت نتائج المشاورات بين الأطراف اليمنية في سويسرا ومستقبل الجهود الجارية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية في ظل التصعيد الميداني، أن أبرز ما تمخض عن المشاورات وما يعد إنجازا حقيقيا هو عودة الإجماع الدولي من أجل تنفيذ القرار 2216.
ورأى أن هذه المشاورات فرصة حقيقية لإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن، شرط التزام جميع الأطراف بما تمخض عنها والمضي قدما في تنفيذها.
وردا على سؤال عما إذا فشل الحل السياسي في إنهاء الأزمة، قال الأصبحي إن “الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يقومان بواجبهما في اتخاذ ما يريانه مناسبا على الأرض، ونحن كحكومة تمثل كل اليمن ملتزمون دائما بالتهدئة، أما الطرف الآخر فهو طرف انقلابي اختطف السلطة ومؤسسات الدولة، ولكننا سنعطي المسار السياسي حقه من أجل إحلال السلام في البلاد”.
شرعنة الفوضى والإرهاب
من جهته وصف الناطق باسم مقاومة صنعاء عبد الله الشندقي مشاورات سويسرا بأنها “شرعنة للفوضى والإرهاب وإضفاء شرعية على الانقلاب”، مؤكدا أن مليشيات الحوثي لا عهد لها ولا ذمة، وليست هناك ضمانات لالتزامهم بمخرجات مشاورات سويسرا فهم دائما ينقلبون على الاتفاقيات.
وفي حال عدم التزام الحوثيين بما تم الاتفاق عليه في سويسرا، قال الشندقي “نحن ننسق مع الجيش الوطني والقيادة السياسية وسننسق الترتيبات اللازمة معهما، وما يهمنا هو عودة الشرعية وتطبيق القرار الأممي وإعادة الدولة المنهوبة من قبل الحوثيين”.
بدوره وصف الباحث اليمني جمال المليكي الحوثيين بأنهم “جماعة ذات عقلية تجيد القتل والتوسع وتفجير البيوت وهي جماعة تقاتل بحق إلهي”، وقال “لو لم يتدخل التحالف لسيطر الحوثيون على كامل اليمن، فهم مكون مليشياوي استغل كل الفرص للتوسع في أنحاء البلاد”.
وأضاف المليكي أن “المراهنة على الميدان، والحوثيون يريدون حكم الإنسان اليمني بالقوة، وهذا لن يحصل، وأخلاقية الفعل المقاوم هي التي ستنتصر.. يجب التعامل مع الحوثيين بلغة أخرى غير الدبلوماسية وفقا لطبيعة هذه المليشيات”.
نجاح وفشل
أما الخبير العسكري اليمني العميد محمد جواس فقد وصف لقاء جنيف بأنه “لقاء متعثر وفاشل لوفد الحكومة الشرعية وناجح بالنسبة للحوثيين الذين هم مجموعة لصوص وقتلة والذين نجحوا في مفاوضة الشرعية بإشراف أممي”.
وقال إن الحوثيين لم يقدموا أي تنازل في مشاورات جنيف، ووفد الحكومة لم يحصل على ضمانات بالإفراج عن الذين تعتقلهم جماعة الحوثي، وفي المحصلة شكل اللقاء زخما سياسيا للحوثيين وفشلا سياسيا للحكومة الشرعية.
ودعا جواس المقاومة الشعبية إلى الانتباه لما بعد مشاورات سويسرا، حيث قال إن الهدنة في مفهوم الحوثيين هي خدعة من خدع الحرب، وهم سيستغلونها لاستعادة المناطق التي فقدوها لتعزيز موقفهم في المحادثات المقبلة في إثيوبيا.
في المقابل اعتبر الكاتب والمحلل السياسي اليمني عبد الوهاب الشرفي أن ما تم في سويسرا إيجابي في حدود السقف الممكن، “لكن المشكلة أن هناك أطرافا معينة من طرف تحالف العدوان تتحكم في مسألة وقف إطلاق النار”، حسب تعبيره.
وأضاف أن “الرسالة الأهم هي أنه لو التقت الأطراف المتصارعة ورفع تحالف العدوان (في إشارة إلى التحالف العربي بقيادة السعودية) يده عن التأثير على اليمنيين، لتوصلت هذه الأطراف إلى حل للأزمة”.
وحول عدم إفراج الحوثيين عن المعتقلين وعدم فتح ممرات إنسانية خاصة في تعز، قال الشرفي “لماذا إطلاق الأسرى لدى الحوثيين فقط؟ يجب إطلاق جميع الأسرى لدى الطرفين، أما فك الحصار عن تعز فيجب فك الحصار الذي يفرضه تحالف العدوان على اليمن بالكامل” حسب قوله.




