خاص(الحدث الجنوبية) بقلم الكاتب ::ناصر السيد سُمًن
لأول مرة يحصل في تاريخ الجنوب على الاطلاق ان يفرح ان يؤيد بكل أطيافه وكل شرائحه تعيين مسئول حكومي مثلما فرح وأيد تعيين القياديين الجنوبيين محافظ عدن عيدروس قاسم ومدير أمن عدن وشلال شائع .

الكاتب ناصر السيد سُمًن
وان دل ذلك على شيء فإنما يدل على ان شعب الجنوب قد استفاد من الدروس القاسية التي تلقاها طوال عقدين من الزمن .
في اللحظات الأولى من صدور القرار بتعيين القائدان البارزان في الحراك الجنوبي المناضل عيدروس ورفيق دربه
المناضل شلال انهالت عليهما التهاني والتبريكات من كل مناطق الجنوب .
كنت اتابع تلك البرقيات المتسارعة والتي اكتظت بها المواقع الاخبارية لاسيما الجنوبية ولا أخفيكم سرا كم كنت أشعر بالفخر والاعتزاز مع كل تهنئة أقراها بل وانتابني شعور وكأنني أشم روائح زكية تنبعث من بين تلك السطور فتارة أشم بخور عدني وتارة فل لحجي وتارة عطر أبيني وتارة عقيق شبواني وحضرمي ومهري.
كم هو رائع عندما تراء شعبا بأكمله يصطف خلف قادة يعرفهم ويعرفونه يحبهم ويحبونه.
عرفهم في الميدان يجولون ويصولون ومن هناك نشأت علاقة الحب بينهم .
عندما يشعر الناس بان هناك قادة صادقين وعندهم الشجاعة لاتخاذ القرارات الصحيحة والدفاع عنها وتنفيذها على الواقع من هنا يبدا العمل على الواقع والجميع ملزمون بالتعاون اذا ما ارادوا ان يتحقق هدفهم المنشود وهو حرية وأمن واستقرار الذي قدمنا لأجله التضحيات الجسام .
ينبغي على كل مواطن ينتمي الى هذه الارض ان يعتبر نفسه جندي يحمي حماه ويذود عنه .
أعتقد ان الظلم والقهر والتنكيل والمآسي والويلات التي تعرض لها شعبنا لم يتعرض لها أي شعب عبر التاريخ
وبالتالي لا أظن أحدا منا سينسى ذلك .
الان وقد حانت لنا الفرصة لنرفع من على كاهلنا ذلك العذاب ينبغي علينا جميعا ان نقف صفا واحدا ضد كل من تسول له نفسه زعزعة امننا واستقرارنا .
يا ابنا الجنوب الاحرار ايها الشرفاء في طول الوطن وعرضه آن الأوان ان تتراصوا ان تستووا ان تقولوا بعد امامكم ربنا ولك الحمد اذا قال سمع الله لمن حمده.
مصيرنا واحد وهدفنا واحد وأعدائنا كثر ومواجهتهم تحتاج لبذل جهود جبارة من الجميع سوى قيادات او مواطنين دون استثناء وكلا من موقعه.
فإذا صدقنا مع الله ثم مع انفسنا ومع قادتنا فستصلح أمورنا وسيتحقق هدفنا وسنصل الى مرادنا بإذن الله .
صبرنا كثيرا وبكينا كثيرا وانتحبنا حتى كادت ان ترق لنا الجبال وتحملنا من العذاب ما لم يتحمله احد فخرجنا الى الشوارع حاملين أرواحنا على أكفنا فسقط منا من سقط وسلم من سلم وكلنا نردد شعار واحد (عهدا عهدا للشهداء والجرحى والمعتقلين ** لن نتراجع لن نهدى حتى طرد المحتلين)
فهاهو شعارنا يكاد ان يتحقق ولم يتبقى امامنا سوى القليل والفضل لله سبحانه وتعالى ثم لشهداء الجنوب وإخوانهم شهداء الامارات رحمهم الله جميعا .
الهمة الهمة يا ابناء الجنوب فالحرية التي تنشدونها قاب قوسين أو أدنى .
همسة اخيرة في اذن المحيطين بهم.
دعوهما يعملان ولا تشغلوهما ب قيل وقال.
الوقت يمضي والناس تنتظر منهم الكثير فمن يحبهم عليه مساعدتهم بما يستطيع من مشورة وغيرها .
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)




