(الحدث الجنوبية) بي بي سي – ناقشت صحف عربية صادرة الخميس القمة السادسة والثلائين لمجلس التعاون الخليجي التي بدأت البارحة في الرياض.
اتفقت جرائد الخليج أن هذا الاجتماع يأتي في وقت “استثنائي” للمنطقة، وسط الأزمة السورية والصراع الداخلي في اليمن ومحاربة تنظيم “الدولة الاسلامية” في العراق إلى جانب الانخفاض المستمر في أسعار النفط الذي تعتمد عليه دول الخليج كمصدر أساسي للدخل.
وفي الوقت ذاته، ركزت الصحف المصرية على زيارة الرئيس، عبد الفتاح السيسي، لليونان واجتماعه مع الرئيس القبرصي، نيكوس أنستاسيادس، ورئيس الوزراء اليوناني، أليكسيس سيبراس.
“قمة استثنائية”
تصف جريدة الراية القطرية القمة بـ”استثنائية”، حيث إنها “تعقد في ظل ظروف دقيقة وبالغة التعقيد سياسياً واقتصادياً وأمنياً، تمر بها المنطقة ويعيش وقعها العالم كله”.
تقول الجريدة: “تبرز ملفات ساخنة عديدة تفرض نفسها على القمة، فعلى المستوى السياسي بالتأكيد يتصدر أجندة مؤتمر القمة ما يجري في اليمن وضرورة إنقاذه من سطوة الميليشيات المارقة والمتطرفة، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع المأساوية في سوريا وحالة الارتباك الطائفي التي تسود العراق”.
وتضيف: ” أما على الصعيد الخليجي الداخلي فتبرز أمام القمة – وأنا هنا فقط أضع خطوطاً عريضة- قضايا التنسيق السياسي والاتحاد الخليجي والتكامل الاقتصادي والنقدي في ظل هبوط أسعار النفط، مما يفرض السعي الحثيث لتنويع مصادر الدخل وتفعيل دور القطاع الخاص”.
في السياق ذاته، يقول ابن الديرة في صحيفة دار الخليج الإماراتية إن “القمة الخليجية السادسة والثلاثون في الرياض، باعتبار المرحلة التاريخية والظروف الاستثنائية والعصيبة، واحدة من أهم القمم التي لها ما بعدها”.
ويضيف: “لكن التذكير واجب هنا، منهجياً ومنطقياً، بالقمة الخليجية الخامسة والثلاثين التي عقدت في مثل هذا الوقت من العام الماضي في الدوحة، وقال المتابعون والمحللون يومها إنها تشكل، أو يمكن أن تشكل انطلاقة جديدة لمجلس التعاون… ومن هنا أهمية وضرورة قمة الرياض الحالية، ويفترض أن من مهامها تقييم، أو في اللغة الأصح، تقويم ما مضى لجهة نتائجه وآثاره”.
وتشاركه الرأي جريدة البيان الإماراتية التي تعدد أسباب أهمية هذه القمة بشكل خاص.
تقول الجريدة في افتتاحيتها: “شهدت الساحة الخليجية ثلاثة أحداث وقضايا مهمة للغاية، حيث ’عاصفة الحزم‘ التي شنها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية مع الإمارات ودول خليجية أخرى ضد قوى الطغيان والبغي في اليمن الشقيق، كما أن هذه القمة تأتي بعد الاتفاق النووي الإيراني ومباركة واشنطن وقوى دولية لهذا الاتفاق الذي يتوقع أن يطلق العنان لطموحات إيران وتدخلاتها وأطماعها في المنطقة، وكذلك تأتي القمة في ظل التدهور الحاد لأسعار النفط الذي يشكل مصدراً رئيسياً للدخل القومي في دول المجلس”.
أما جريدة الرياض السعودية فتقول في افتتاحيتها: “دول التعاون جزء من الوطن العربي الذي يخضع اليوم لتحديات تهدد وجود بعضه، والبعض الآخر أصبح فوق طاولة التقسيم، إن هذا المشهد ليبعث فينا حالة من ضرورة التماسك يجب أن تفضي بنا إلى وحدوية وانسجام نستطيع معه مواجهة أعدائنا الذين لا ينفكون عن الكيد لنا على أمل أن تقع وتسقط هذه المنظومة التي اشتد عودها وأصبحت اليوم تستند على خبرات أسهمت في بقائها على الرغم من قساوة تقلبات السياسة وضراوة هجماتها”.
جريدة عمان تقول إنه “ليس مصادفة أن يتزامن مع القمة السادسة والثلاثين لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون اجتماع فصائل المعارضة السورية المعتدلة بكل أطيافها… والنجاح في ذلك يعود بالخير أيضاً على سوريا والمنطقة ككل أيضاً”.
من ناحية أخري وبالرغم من عدم وجود إشارة مباشرة للقمة، يقول حسن عباس في جريدة الرأي الكويتية إن “مبادرات الخليج سيئة”.
يتساءل عباس: “منطقتنا لو قارناها ببقية المناطق على وجه الكرة الأرضية لوجدناها الأكثر دموية وعنفاً.
فما السبب؟” ثم يجاوب قائلاً: ” السبب الرئيسي الذي أعنيه هو سذاجة التفكير وسطحية التفسير… نحن ندفع فاتورة جهلنا بأننا صدقنا كل مستورد أجنبي ولم نعد نفكر لأنفسنا ولمصلحتنا ولخير منطقتنا”.
“خريطة جديدة”
يصف ياسر رزق في جريدة الأخبار الرسمية الاجتماع الثلاثي بأنه “نموذج لروح التعاون في إقليم مضطرب”.
يقول رزق: “اجتماع قادة مصر واليونان وقبرص لثالث مرة وبانتظام، رسالة إلى باقى دول هذا الإقليم المضطرب، بأن السلام والاستقرار والتعاون لا النزاع والصدام، هي الأسس التى يجب أن تسود علاقات دول شرق المتوسط”.
في السياق ذاته يقول فهمي عنبة في جريدة الجمهورية الرسمية: “إعلان أثينا الذي خرج أمس في نهاية القمة الثلاثية التي جمعت الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء اليونان ألكسيس تيسيبراس والرئيس القبرصي بروكوبيس بافلوبلوس كان بمثابة طوق نجاة ليس للمشردين والمهاجرين غير الشرعيين فقط.. ولكنه كان لشعوب المتوسط وكل أوروبا بل وحمل رسالة للعالم.. حيث لخصت عبارة واحدة ما اتفقت عليه القمة وهي التي قالها تيسيبراس في تقديمه للإعلان: ’نريد حوض البحر المتوسط .. منطقة للسلام والاستقرار والتعاون‘”.
جريدة اليوم السابع المصرية تصف الاجتماع بأنه يرسم “خريطة جديدة للبحر الأبيض المتوسط”، بينما تقول جريدة الوطن الخاصة إن “مصر تحاصر ’الأطماع التركية‘ في المنطقة”.




