(الحدث الجنوبية) بي بي سي – اهتمت صحف عربية في 29 نوفمبر/تشرين الثاني بفرض روسيا عقوبات اقتصادية وعسكرية على تركيا؛ فجاءت تعليقات كتاب الرأي متنوعة بين مدافع ومستنكر ومحلل لتبعات الأزمة على سوريا ومنطقة الشرق الأوسط.
وفرض الرئيس فلاديمير بوتين العقوبات على تركيا إثر رفض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاعتذار عن إسقاط طائرة حربية روسية يوم الثلاثاء الماضي.
“العقاب” الروسي
في الجمهورية اللبنانية، توقع جاسم عجاقة أن تتراجع تركيا عن موقفها تحسبا للاضرار الإقتصادية والعسكرية.
وقال عجاقة إنه “من المتوقع أن تتراجع تركيا عن مواقفها التصعيدية خصوصاً أن الضرر الاقتصادي سيترافق مع تصعيد عسكري روسي، وأن حلف شمال الأطلسي غير مستعد لفتح حرب مع قيصر روسيا الذي قد لا يتراجع عن استخدام النووي إذا ما تم جره إلى معركة حاسمة”.
وبنبرة ساخرة، قال هاني عسل في الأهرام المصرية إن بوتين “وضع إردوغان في دماغه”.
وأشار إلى أن “الاقلام (الصفعات)” الروسية ضد إردوغان ستتوالي كما توالت في فيلم “عنتر ولبلب” السينمائي المصري بين بطلي الفيلم.
وبالمثل، قال عبد الله السناوي في الخليج الإماراتية إن “الذين هللوا لإسقاط الطائرة الروسية لا يدركون حجم الحماقة التي اُرتكبت. حيث يطلبون رحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد فإنهم يثبتونه”.
وأضاف أن تركيا في الأغلب “أرادت، بتحريض أمريكي مباشر، ودعم صريح من حلف الناتو، أن تكسر هيبة السلاح الروسي، وأن تؤكد في الوقت نفسه قدرتها العسكرية على التدخل البري المحدود داخل الأراضي السورية، فيما يُعرف ب’المنطقة الآمنة‘، لقلب موازين القوة على الأرض قبل جولات التفاوض المتوقعة”.
غير أنه عاد وقال إن تركيا لن تدرك مبتغاها بسبب “العقاب الروسي” داخل وخارج سوريا.
“تقسيم” المنطقة ومستقبل سوريا
وتوقع محمد السماك في المستقبل اللبنانية أن تؤدي الأزمة السورية والنزاع الدولي حولها إلى رسم خريطة جديدة المنطقة كما حدث في الشرق الأوسط في 1916 على يد الدبلوماسيين البريطاني والفرنسي سايكس وبيكو.
وقال إن “رسم خريطة سوريا الجديدة يعني على الاقل إعادة النظر في خريطة شمال العراق، وجنوب تركيا.
وهذا يعني فتح ’صندوق باندورا‘ على كل المفاجآت غير السارة في الشرق الأوسط. وما أكثرها، وما أخطرها؟!”
وأضاف أن”لا بد أن هذا الأمر كان موضع بحث بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والتركي رجب طيب اردوغان على هامش قمة العشرين في انطاليا بتركيا. وكذلك بين الرئيسين أوباما وفلاديمر بوتين صاحب الدور المفقود في لعبة الأمم في الشرق الأوسط”.
ورأي حسن سلامة في الديار اللبنانية أن الأزمة الروسية التركية ستؤدي إلى “تباطؤ وتيرة الحل السياسي في سوريا لان ما كان يمكن القبول به من الجانبين الروسي والسوري قبل اسقاط الطائرة لم يعد ممكناً السير به بعد الحادثة”.
وأضاف أن “العمليات العسكرية الميدانية التي يدعمها القصف الجوي للطيران الروسي ستتضاعف في الاسابيع القليلة المقبلة لأن الميدان هو الذي يحدد مسار التسوية”.
“خطوات صبيانية”
غير أن بعض الكتاب دافعوا عن موقف الرئيس التركي. فقال إسماعيل باشا في العرب القطرية “إن القوات المسلحة التركية لم تسقط يوم الثلاثاء الماضي المقاتلة الروسية التي اخترقت المجال الجوي التركي فقط، بل أسقطت أيضا أقنعة لتنكشف وجوه أطراف في داخل تركيا وخارجها وصل بها الفجور في الخصومة لدرجة الاصطفاف مع خصوم تركيا في أي أزمة، صغيرة كانت أو كبيرة، بغض النظر عن هوية ذلك الخصم، وهل هو على الصواب أم لا”.
وأضاف أن “تركيا تتعامل مع الأزمة بمسؤولية إلا أن روسيا تتجه نحو التصعيد بخطوات صبيانية… وإن كانت أنقرة لا تحبذ تدهور العلاقات بين البلدين إلا أنها مستعدة لمواجهة هذا التصعيد”.
وهاجم الكاتب العراقي داوود المصري في السياسية الكويتية “الإرهاب الروسي”، قائلا إن “الروس يقاتلون وظهرهم للحائط ويتصرفون تصرف اليائس والنمر الجريح، سيتعين للأسف على الشعب السوري أن يدفع أثمانا مضاعفة من حملات الإنتقام الروسية التي تذكرنا بما فعلوه بالعاصمة الشيشانية جروزني”.
“تهميش” دور إيران
وتنبأ أحمد عياش في النهار اللبنانية أن تؤدي الأزمة إلى تهميش دور إيران وحزب الله في سوريا والعراق. فقال “هناك على رقعة الشطرنج هذه معطيات تفيد أن اللاعبين التركي والروسي قد يضطران للقول للمرشد الايراني ’كش ملك‘.




