خاص(الحدث الجنوبية) كتب :: نبيل عبدالله
امتلك الشعب الجنوبي ثورة عظيمة وله قضية عادله لكنه ضل يرزح ويعاني من احتلال افشل وافقر دولة رغم عظمة ثورتنا وعدالة قضيتنا
امتلكنا ثورة عظيمه لكننا استهلكناها في امور جانبية وعبثية واستهلكنا طاقة الثائر الجنوبي لم يعد يحتمل عبث العابثين حتى اننا احياناً نقوم بأفعال يتضرر منها المواطن لا سلطة صنعاء فالذين نتهمهم بالعمل على تجهيل ابناء الجنوب لن يضرهم اضراب المدارس ولن يأثر عليهم قطع طريق او غيره من الافعال التي لا لها اي اثر عند سلطة الا دوله
طوال ثورة حراكنا الجنوبي لم نحقق استحقاق سياسي يذكر وهذا يعد فشل لمن ادعوا انهم قادة الثورة وممثليها اما الشعب صنع ثورة عظيمة
لم يكن للثورة حاضن سياسي توافقي فبرغم كثر المؤتمرات والندوات واللقاءات والمشاريع والمبادرات فشلنا في ايجاد حاضن سياسي توافقي
تعرض الحراك للكثير من الوعكات والخلافات وتفريخ المكونات والتيارات التي لا تعد ولا تحصى وتسربت الكثير من السلبيات الكارثية الى وسط رواد حراكنا الثوري فظهرت العصبية ولتخندق الضيق والانتماء لفريق ضد اخر والتسابق على رفع الصور واعتلاء المنصات وقيادة الفعاليات وظهر الكثير من المتفيدين والمسترزقين على حساب هذه الثورة اما التخوين وشيطنة الجنوبيين في الدولة فكان بصورة مخيفة خلقت فجوة كبيرة بين ابناء الجنوب حتى انه انتقل فيما بين فصائل الحراك نفسها فالتخوين وصرف صكوك الوطنية يمنحها من شاء ضد من يشاء مع اول اختلاف في الاراء او تعارض في القناعات
تلك السلبيات ساهمت بشكل كبير في اخفاقنا طوال تلك السنين فلم ننجح في تحقيق استحقاق سياسي يمثل بادرة أمل لهذا الشعب الوفي الذي ضحى وناضل وقدم كل غالي ونفيس
حلقنا في تعاطينا بعيداً عن الواقع فتعاملنا وكأننا دوله مستقله لا لها اي علاقه بدولة اليمن فيما ان واقعنا يقول اننا كنا دوله مستقله والان نعيش واقع يجب ان ننطلق منه لنتخلص من جحيمه فالعمل العقلاني والمنطقي والواقعي هو ما سينجح
لكننا كنا نصطدم بالمتبجحين بالوطنية وكان ناجز او برميل الشريجا او شعار برع برع يمثل انجاز فيما هو يعتبر طوق نجاة لقوى الاحتلال لأننا لم نعمل بما يمثل خطر عليهم فالعمل الثوري دون العمل السياسي كالحرث في البحر والانتقال للانتصار الاكبر واعلان الدولة وسليماً دون المرور باستحقاقات متتاليه ضرب من الخيال
كان الخطر الاكبر على تلك القوى هو ما قام به ويقوم به السياسيين الجنوبيين في صنعاء فالعمل المدروس والخطوات الثابته بعيداً عن حب الزعامة ووهج التصفيق والشعارات نجحت في اسقاط قوى الشر التي اضرت بالجنوب وحتى الشمال طوال عقود طويله
اليوم الجنوب يعيش واقع مغاير والقادم اجمل بأذن الله ويستمر الجنوب في تقدمه واقتراب موعد الانتصار الاعظم فالحرب الدائرة الان هي كفاح مسلح لطالما تمنيناه اتى بشرعية دولية واقليمية واجماع شعبي ودعم لا محدود من جيراننا فكانت هذه الحرب فرصة عظيمه لكن البعض لا يلفت انتباهه الا العناوين البارزة فحاولت بعض الاطراف ترويج ان هذه الحرب ليس حربنا وانها مخطط من هادي لتسليم الجنوب المحتل اساساً وشر البلية ما يضحك
اخشى ما اخشاه ان نعود للمربع الاول بعد كل هذه التضحيات وبعد هذه التجربة التي عشنا تفاصيلها ان نعود لتصديق اؤلائك الفاشلين نعود لهم ليعزفوا على عواطفنا ويقودونا نحو المجهول ويصنعوا لنا بصراخهم وشعاراتهم واقع لا له علاقة بواقعنا ثم نكرمهم بأوسمة الشجاعة والنضال والكفاح رغم ان لا انتصار تحقق على اياديهم
علينا ان لا نسمح مجددا لعواطفنا ان تخدعنا وان نبتعد عن السطحية في تعاطينا وان لا نخدع بكل من يمتهن الشعارات والمزايدات او ان نثخن في عدائنا تجاه اي جنوبي كان في السلطة او خارجها وانا اثق ان الهدف واحد ولكن لكل شخص قناعته في رسم الحل وتصوره
بالأمس هادي من على منصة الامم المتحدة يتحدث عن الحراك السلمي واليوم صورة لها دلائلها ينشرها نائب الرئيس بحاح من جبهة باب المندب وخلفه العلم الجنوبي ليؤكد ان الجنوبيين هم من استعاد السيطره وهم اصحاب الانتصار والقوة الصاعده
بالنسبة للبعض الصورة لا تعني شيء حين ينشرها رئيس الحكومة ونائب الرئيس فبحسب تصوره يجب على بحاح وهادي ان يقدما استقالاتهم ويهتفا ثورة ثورة يا جنوب
دعوة لكل ابناء الجنوب يجب ان نستفيد من التجارب السابقة ونتعظ منها ونعمل بدهاء وحكمة والجنوب قادم لا محالة فلا نغتر بكل من يدعي حبه وحرصه للجنوب فربما كان صادقاً لكن تصوره وتعاطيه فاشل فلا نغتر بشعاراتهم واستعجالهم وليس كل ما يلمع ذهب يا ابناء الجنوب




