خاص(الحدث الجنوبية) المحرر السياسي للحدث الجنوبية
في المشهد العام الذي فرض على اليمنيين من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب .. كثير من الأمور التي يجب ان نمر عليها في إطار الصراع الذي جمع عدد من الأطراف على مسار رغبة شيطانية تقمص أدوارها عصابات الحوثي القادمة من شمال الشمال “صعدة” بغايات وأجندة فيها لا تخدم فيها إلا نفسها وفقا لما عرفت به منذ ان ظهرت إلى المشهد السياسي في السنوات الأخيرة وخاضت حروب كشفت الأيام وتواليها أنها مجرد فقاعات استنزفت البلاد وتركت أثارها دون اي نتائج على الواقع المشوش الذي كانت فيه الصورة بلا ألوان ما بين سلطة الرئيس المخلوع “عفاش” وهذه الحركة المتمردة على أخلاق الإنسان .
الحوثيين الذين كشروا عن أنيابهم ما بعد سقوط حكم صالح في العام 2012 ، وفرضوا الكثير من الأمور على “هادي” الرئيس التوافقي وكانت البداية عبر مطالب رافقة قرار حكومي برفع المشتقات النفطية ، حين طالبوا بإسقاط إلف ريال من القيمة المقرة .. ساروا بعد ذلك على خطى متسارعة بتوافق مع الرئيس المخلوع فزعزعوا كل شيء واستباحوا حرمة الدولة إلى ان اسقطوها بالدخول إلى مقر الرئاسة وفرض الإقامة الجبرية على الرئيس هادي ،
في مساحة الاتفاق الذي ابرموه مع عفاش وقواته ليكون الطريق بعد ذلك معبد لهم للسير وقطع المسافات الى محافظات اخرى دخلوا إليها بسلام واستقبلهم الجميع بالصميل فالتقطوا الصور في كل شبر وضعوا فيه إقدامهم ليفرضوا السيطرة على المحافظات الشمالية إلا بعضا منها وجدوا فهيا من يقف أمامهم . الحركة الانقلابية التي جاءت من الشارع إلى سلطة البلاد وفرضت نفوذها في اطار مؤامرة كان فيها”المخلوع” بقواته الموالية محورا وركيزة لفرض ما تريد وفقا لمخطط شامل ..
تناست بعض الأمور وأقرت وبحجج واهية الذهاب بعيدا الى محافظات الجنوب التي لم يعد للوحدة اليمنية شان فيها لا من بعيد ولا من قريب ، لم تفهم الواقع ولم تقراء المشهد جيدا فرمت بنفسها إلى التهلكة لان ثقافة الجنوبيين في التعامل مع وقاحة “الغزو” مرفوضة بشكلا قاطع وعلى من يريد ان يخوض في ذلك فان عليه ان يدفع الثمن غاليا ..
فكان ذلك وقاعا جمع الطرفين في شهور اربعة مرت خاضت فيها هذه الحركة الانقلابية حربا خاسرة دفعت فيها البلاد ثمنا باهضا . هنا وفي ارض الجنوب كان خطاب العقل هو السائد وحكمة الناس هي الغالبة ، لكن الرغبة الشيطانية التي حملتها عصابات الحوثي التي تعددت أحاديثها عن احترام رغبة الجنوبيين في خطابها السياسي .. تحترم ذلك وأصرت على السير وراء اهواءها بشكل لا يقبله المنطق فسافرت بقواتها وعتادها وعنجهيتها صوب عدن ” وما أدراك” ما عدن وما تمثله لمحافظات الجنوب ..
فكان الرد قاسي من أبناء هذه المحافظات التي عانت لخمسة وعشرون عاما هي عمر الوحدة اليمنية من التهميش والاحتقار والذل بعدما تكشفت حقيقة تلك الخطوة التي أراد بها طرف الاستيلاء والاستحواذ بينما كان الطرف المثقف ينظر إليها بشكل مغاير . حقيقة الرفض القاطع لوقاحة الغزو الحوثي الذي أرادوا به فرض واقعا على الجميع التعايش معه في الجنوب تحديدا .. فرضها أبناء الجنوب وعكسوا الصورة على المشهد العام الذي كانت فيها المعارك والقتال هي الحوار بين أبناء الجنوب والعصابات التي جاءت من بعيد فكان اليقين الذي وصل الى هذه العصابات هو الاعتراف بالقرار الخطاء يوم اقر الذهاب إلى الجنوب .. فقد انعكست الصورة وانقلبت الرحلة إلى مخاطرة كبرى غيرت كل شيء على الواقع وزعزعت امور هذه العصابات وحليفها ” عفاش” .
درس بليغ قدمه أبناء الجنوب في معركة الشرف والرجولة التي خاضوها مع تلك العصابات ” الغازية” كتبت عناوينه بالدم والتضحيات .. درس سيبقى في عقولهم وفكرهم في اطار اي صيغة قد تأتي بها الايام في وقاع البلاد .. هنا الجنوب هنا الرجولة .. هنا شرف الإنسان وعرضه وأرضه لا يساوم عليها .. هنا ترفض وقاحة الغزاة مهما امتلك .. فالإرادة هي السلاح والإيمان باالله شيء مقدس تهون أمامه التضحيات .




