بقلم الكابتن // خالد هيثم
كمحب وعاشق للنادي الكبير في العاصمة الاسبانية “مدريد” لم أستوعب حتى اللحظة رحيل لاعب بحجم وقيمة “القديس” إيكر كاسياس عن النادي العملاق ، لمجرد أن سنه قد أقترب من العمر الإفتراضي في الملاعب وفي موقع كالذي يتواجد فيه بين الثلاث خشبات وفي فريق لا يقبل العشاق فيه إلا بالبطولات والإنجازات .. بإعتباره الزعيم الاوروبي والأسباني. قصة مؤلمة وجدتها تنسل إلى أعماقي كرياضي ومتابع وإعلامي وقبلهم مشجع لا أقبل بأي لون آخر يضاهي حبي لألوان النادي الكبير حين تدور عجلة المنافسات مع الخصوم .. فكاسياس الأسم والرقم والإنجازات والبطولات مع فريقه ومنتخب بلاده إسبانيا .. لا يمكن القبول بأن يتم فك شراكة سنوات المجد الكروي بينه وبين الريال مدريد بتلك الصورة وتلك السهولة التي وضع فيها المدرب الجديد بينتيز مشورته بصورة واضحة . في تصنيف كرة القدم “كاسياس” هو النجم الكبير .. وهو الأسطورة .. وهو اللاعب الفذ .. وهو القائد والإنجازات والأرقام التي لا تضاهى وفقا لما يعرفه الجميع .. فهو الذي رفع كاس العالم وبطولة أمم اوربا ” مرتين” مع منتخب بلاده وتوج بكل الألقاب مع نادي وبأرقام قياسية .. لهذا لا يمكن القبول بخطوة النادي العريق ومن يقف عليها لأنها سكة تلامس إحساس الناس وتعاطفهم من النجم والقائد الذي كان الملهم والقدوة والسد المنيع الذي منح زملائه ثقة التتويج في مناسبات لا تحصى خلال ما يقارب عقدين من الزمن بألوان ” الميرنجي” ..
اذاَ هو قصة إبداع وتألق بين أروقة “البرنابيو” قصة كتبت بموهبة تفتحت قبل سنوات ومبكرا لتخطف الإعجاب وترسم الإبهار ، وصولا للنجومية المطلقة التي كان فيها قائدا للثيران ونجوم الملكي الكبار الذين توالوا في سنوات بالوان بيضاء ، كان لها القائد الملهم والثقة التي تتجاوز الحدود ، اسماً لا يمر بأي لحظة شك بين الثلاث خشبات في بطولات كبرى تمرس فيها كيف يكون العطاء وكيف يكون الاستمرار مع لعبة لا تقبل إلا بالكثير لمن أراد أن يكون ويبقى نجما . في خطوة النادي الملكي تجاه القديس .. أمور كثيرة أغضبت العشاق “” فالنجومية التي وصل اليها كاسياس .. فاقت كل ما سبقه وفقا لما حققه ومواعيد مروره لمنصات التتويج في أعرق البطولات وأكبرها .. كانت تستحق دورا أفضل لمن يقفون على قرار ومجريات الشأن الفني الذي يتحدث على انه كان الفيصل بين بقاء النجم ورحيله الى خارج أسوار البرنابيو في موعد أعتبر عقيم بالنسبة للنادي الذي خرج من الموسم بدون أي لقب .. ووفقا لما أعتقده وأقتنع به فان القصة التي إنتهت بها علاقة تلك الأسطورة بناديه وبعد كل ما قدمه هذا ” العملاق” بين خشبات النادي الكبير .. كانت لا تليق ليس بــــ “كاسياس” وحده ولكن بتاريخ طويل وسنوات من العراقة والبطولات كان فيها “القديس” اسما مهما كتب على ابواب مدريد قبل قلعة “البرنابيو” الشهيرة التي تحتضن لون من بين أبرز ألوان كرة القدم العالمية . في واقع الامر .. انتهت علاقة حارس “بحجم” كاسياس بنادي “ريال مدريد” لكن سيقى للتاريخ ان يسجل مرة اخرى بعد أن كانت الاولى في حق لاعب اسمه “راوؤل” ان هناك خطاء حصل في تقدير وايجاد صيغة افصل للنهاية التي هي حتمية متى ما حان موعدها .. نهاية تضع الامس والقيمة والعطاء في مساحة تجمع الطرفين ليكون الخيار افضل والنهاية أجمل لقصة جميلة تجملت بكل شيء قد تحتويه اللعبة التي تعشقها القلوب دون غيرها وتميز نجومها حين يكون بأمثال “كاسياس” بروحيه لا يمكن تجاوزها وعدم النظر اليه في محطة التي كتب عليه أن يذهب فيها إلى نادي آخر ودولة مختلفة وألوان مغايرة .. سيبقى “كاسياس” في قلوب العشاق وما أكثرهم في كل المعمورة ..وسأبقى أنا واحداً منهم فقد كنت أهيم حبا في هذا الأسد الذي كان سدا منيعا في مواعيد فرحي مع ألوان ريال مدريد .





