الرياض- دعا وزير الخارجية القطري، الدكتور خالد بن محمد العطية، كافة الأطياف اليمنية، إلى بدء حوار وطني شامل بعد أن حققت “عاصفة الحزم” أهدافها، كإجراء حاسم لحقن دماء اليمنيين، على حد قوله.
وقال العطية، في افتتاح الاجتماع الذي عقده الخميس وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، إن “عملية عاصفة الحزم جاءت وفق ما أملته المسؤولية التاريخية لدول المجلس، كإجراء حاسم لا بد منه، لاستعادة الشرعية التي توافق عليها الشعب اليمني، ومساعدة للأشقاء اليمنيين، لحقن الدماء ومنع انزلاق اليمن نحو الفتنة والفوضى”، مشيدا بما “حققته العملية العسكرية من نتائج، أسهمت في التهيئة لبدء عملية إعادة الأمل”.
ودعا الأطياف اليمنية كافة، مع بدء عملية “إعادة الأمل” إلى “الانخراط في عملية الحوار الوطني الشامل، ونبذ العنف، واحترام الشرعية، إلى جانب ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، خصوصاً القرار 2140/ 2014 المعني بمحاسبة من يسعى بأي شكل للحيلولة دون استكمال الفترة الانتقالية وتقويض العملية السياسية في اليمن، إضافة إلى ما تضمنه القرار الأخير 2216/ 2015″.
وأكد “استمرار دعم دول المجلس للعملية السياسية في اليمن، لتعزيز روح التوافق الوطني بين جميع الأطراف اليمنية”.
من جانب آخر، شدد العطية على “استمرار القضية الفلسطينية ضمن أولويات دول المجلس، والنظر إلى الثوابت فيها المعنية بتحقيق السلام الشامل العادل على أساس احترام حق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة على كامل أرضه وعاصمتها القدس الشريف”.
وفي الشأن السوري، وصف الوزير القطري موقف المجتمع الدولي تجاه الأزمة السورية بـ”المتخاذل، لأن ما يحدث في سوريا كارثة يدفع ثمنها الشعب السوري الشقيق”، مشدداً على “ضرورة تخلي المجتمع الدولي عن مصالحه الضيقة، والتحرك باتجاه إيجاد حل سياسي يحقق تطلعات ذلك الشعب المكلوم، بما يضمن له الحرية والأمن والاستقرار”.
النووي الإيراني
ولفت العطية إلى “موقف دول مجلس التعاون الخليجي الثابت تجاه انتشار أسلحة الدمار الشامل، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، وأهمية إعلانها منطقة خالية من هذه الأسلحة، مع الإقرار بحق دولها في استخدام الطاقة النووية لأغراضٍ سلمية، في إطار الاتفاقات الدولية ذات الصلة”.
وأشار إلى “ترحيب دول المجلس بالاتفاق الطارئ الذي توصلت إليه مجموعة 5+1 مع إيران، حول برنامجها النووي، على أن يراعى الاتفاق النهائي في حزيران/ يونيو المقبل التأكيد على لزوم تنفيذ التعهدات الواردة في خطة العمل المشترك، بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وبشأن التغييرات المفاجئة التي أجراها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أعرب وزير الخارجية القطري عن “تقدير وزراء الخارجية بدول المجلس البالغ للجهود والمواقف التي بذلها وسجلها الأمير سعود الفيصل إبان توليه منصب وزير الخارجية السعودي، وأثر تلك الجهود والمواقف الداعمة لمسيرة العمل الخليجي المشترك، وخدمة القضايا العربية والإسلامية والعالمية”.
وهنأ في كلمته التي افتتح بها الاجتماع، عادل الجبير، على تعيينه وزيرا للخارجية خلفاً للأمير سعود الفيصل.
وترأس الوفد السعودي في هذا الاجتماع، نائب وزير الخارجية، الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز.
وعقد وزراء خارجية المجلس، الخميس، في مطار القاعدة الجوية في الرياض، الاجتماع التحضيري للقاء التشاوري الـ 15 لقادة دول المجلس، المزمع عقده في الرياض في 5 أيار/ مايو المقبل.




