خاص(الحدث الجنوبية) كتب نبيل عبدالله
في كل تفاصيل المشهد السياسي والعسكري الذي تتضح معالمه نجد عودة مشهد المواجهة بين عدن وصنعاء وفي الجنوب ينظر الكثير لهذا التحول بانه فرصة للاصطفاف الجنوبي ليمتلك الجنوب ميزان قوة تمكنه من فرض خياراته المستقبلية وكذا مجابهة اخر القوى التقليدية في الشمال التي تُعتبر خطر على الجنوب حتى وان تحققت فرضية استقلاله كون تلك القوى تمثل مركز المطامع القديمة المتجددة وانتهاء هذه القوى يُحسب انتصار لمستقبل الشمال والجنوب معاً ….. !!!
تابع الجميع بيان ما تسمى باللجان الثورية والذي خاطب الرئيس هادي بالمدعو معتبراً اياه فاقد للشرعية ومطلوب للعدالة
هذا البيان يجسد واقع تلك الجماعة المتشبثة بالحكم والسلطة حيث وجدت انفسها وفي قفزة اسطورية من كهوف مران الى قصور الحكم الا ان قرار هادي بإلغاء كل ما بعد 21 سبتمبر جردهم من احلامهم ومكاسبهم بما في ذلك اتفاق السلم والشراكة الذي سيُعد انتصار كبير للجماعة لو انها حافظت عليه الا ان المطامع الى التوسع جرهم لفقدان هذا الاستحقاق ومجابهة رفض واستهجان شعبي وسياسي ودولي وها هي الان تعلن الحرب على الجميع انطلاق من نشوة الانتصار والقوة التي يعتقدون انها ستحقق كل ما يريدوه إضافة الى بركة السيد صانعة المعجزات كما يؤمن ويعتقد جل مقاتليهم من الشباب المؤمن وهو الاسم الذي كان يطلق عليهم قبل ان يتحولوا الى انصار الله ثم اللجان الشعبية ثم اللجان الثورية وتذوب كل هذه المسميات في وصف واحد عرفهم اليمنين والعالم به وهوا ( الحوثين )
الحوثين اليوم يستعدون لتكرار غزو 94 بطابع طائفي ويحركهم في ذلك صالح الذي شاركهم الاستعدادات بتسليمهم القوات الخاصة تحت ستار مسرحية هزيلة حيث اوهموا الاعلام ان هناك اشتباك وحرب بين الطرفان حصل على أثرها سيطرة الحوثي واستحواذه على معسكر القوات الخاصة والترسانة العسكرية الضخمة بداخله بالقوة ويمثل الحوثين لصالح الحليف البديل عن الاخوان للحرب على الجنوب واستمرار الهيمنة عليه
صالح والحوثي اليوم هما آخر القوى التقليدية في الشمال واليوم يسعون لمواجهة مباشرة مع هادي وبدأت المواجهة سياسياً وستنتهي عسكرياً كما تخبرنا بذلك كل المؤشرات
المواجهة السياسية اغلقها الطرفان هادي اعلن رفضه لما بعد 21 سبتمبر وتواجد الحوثي وسلطتهم والحوثي اعلن هادي غير شرعي ومطلوب للعدالة
المعركة العسكرية ستحدد تاريخ اليمن عامة والجنوب خاصة ففي الجنوب يعزز هادي قوته العسكرية والتعبئة العامة من اللجان والقبائل التي ترى في اي اجتياح للجنوب هو غزو جديد لكن بطابع طائفي فالإجماع الجنوبي اليوم يمثل قوة هادي الاساسية كما انه يحظى بالتأييد الدولي وتأييد سياسي وشعبي واسع في الشمال وجميعها تشكل ميزان قوة حقيقية ترجح كفتها لحساب هادي فيما جماعة الحوثي تمتلك ترسانة حرب ضخمه لا يمكن الاستهانة بها الا ان هادي يمكنه تقويضها
نتوقع في الايام القادمة ان يقدم هادي على خطوات حاسمة تبدأ بأسناد مهمة الحشد الشعبي العسكري للجان الشعبية التي سنشاهد زيادة عدد مقاتليها من كل المناطق والقبائل الجنوبية ثم تغيير قيادات عسكرية لاحكام السيطرة على المعسكرات والثكنات العسكرية وقد نسمع بإعطاء قيادات وجنود عسكرين اجازة مفتوحة للاشتباه بعلاقتهم وولائهم للحوثي و صالح وربما مواجهة من يتمرد على قرارات هادي القائد الاعلى للقوات المسلحة وهذه الخطوات تأتي لتقوية الجبهة الداخلية
على صعيد المواجهة المباشرة فقد تبدأ بتدفق شحنات الاسلحة على ميناء ومطار عدن والعمل على تقوية خطوط التماس و البدا بالحصار الاقتصادي بقطع موارد الدولة من الوصول الى صنعاء وربما قطع المشتقات النفطية لتفجير سخط شعبي داخل مناطق سيطرتهم وارباك الجماعة ونتوقع ايضاً حصار اعلامي بالسيطرة على ادارة القنوات الرسمية في خطوات تصعيدية ستصل الى حظر جماعة الحوثي واعتبارها جماعة ارهابية خارج عن النظام والقانون
خيارات هادي في حربه مع تلك الجماعة مفتوحة ومتعددة ولا نستبعد ان يطلب من المملكة العربية السعودية اغلاق المنافذ الحدودية مع مناطق سيطرتهم وكذا طلب من كل الدول اغلاق اي عمل دبلوماسي بصنعاء وحظر الرحلات الجوية لمطار صنعاء ومن بين الخيارات التي يمكن لهادي القيام بها هو طلب قوة دولية لإغلاق السواحل اليمنية لمناطق سيطرة الجماعة وربما اسناد جوي لأي معركة عسكرية مباشرة بين الطرفيني





