خاص(الحدث الجنوبية) كتب فهد علي البر شاء
حينما يذكر (يافع) تذكر الرجولة, وحينما تذكر (البطولات) يذكر أهل يافع, معادلة قلما تجد لها مثيل في زمننا هذا, وقلما تجد أن طرفيها لا يتناقضان أو يختلفان, بل تجزم وتتأكد أن فيها سر الأمجاد والصلابة والإقدام, وأن هناك معنى تلك الإنسانية التي لاتقبل بالإنكسار أو الذل أو الخضوع أو الخنوع, وإن هناك أُناس (حباهم) الله بالكثير من الصفات التي ربما تفردوا بها دونا عن سائر الخلق في هذه (الجغرافي) الجبلية..
في يافع وحدها وفي وعورة طرقها وصلابة جبالها تتجلى الرجولة في أهلها حينما تدق ساعة الصفر أو تحين ساعة النفير, فهم أي أبناء يافع (وجدوا) على هذا الأديم يكون الحصن الحصين والدرع المتين والحضن الدافئ لتلك الجبال الشاهقة العالية التي يستمد أهلها قوتهم منها, وصلابتهم ورجولتهم وتحمل للكثير من الشدائد والمحن التي حلت بهم منذ زمنا بعيد, ومنذ أن جعل الغزاة من جبالها وأرضها (مطمع) لهم ولغاياتهم القذرة..
لعل الكثيرين قرؤوا التاريخ القديم والمعاصر (وكحلوا) أعينهم بتلك الكلمات التي خطها البعض عن أهل يافع رغم أنها كلمات لم تف حق أولئك الأبطال, ولم تصل قط إلى أمجادهم وبطولاتهم, ولكن هكذا التاريخ لايؤرخ إلا للأبطال ولمن هم (أهل) لهذا التخليد, ولمن أجبروا التاريخ أن يخلدهم بين صفحاته وعلى جدران الزمان, ليكونوا (مادة) دسمة يقرؤها الكل فيشبع (نهمه) من ذلك التاريخ ويدرك أن التاريخ لا يخلد إلا أبطال سيتداولها التاريخ مابقيت هذه المعمورة..
واليوم أراد التاريخ أن يثبت للكل أن ماخطه على صدر صفحاته ليس حبرا على ورق أو كلمات خرسا لا تفقه شيء أو تعي, وإنما خط واقعا ملموسا تكرر وسيتكرر وهاهو اليوم يتكرر في تلك الملاحم البطولية والأدوار الرجولية لأهل يافع في جبل (العر) في الذود عن الأرض والعرض والدين والبذل بسخاء من أجل أن لاتطئ وطنهم (الجنوب) قدم أي غازٍ أو طامع أو من يريد أن يعبث بها أو يرهب أهلها أو يعيث فسادا فيها..
فحين توارت الرجولة المهزوزة أمام ذلك المد (الحوثي) وتلك الأطماع النتنة التي (تزكم) الأنوف, ظل جبل العر بيافع شامخا كما عهدناه بأبطاله ورجاله لم تهزه تلك المدافع أو تلك القذائف أو الجحافل (المسخة) التي يقودها الخارجون عن القانون والدين والعقيدة,ولكن أنى لهم أن يطئوا جبل (العر) أو مناطق يافع وكل أهلها (حمم) بركانية, وأحزمة ناسفة وقنابل موقوتة لاتقبل البتة أن تكون (إمعة) بيد الغزاة (المحتلين) الخارجين عن عقل البشرية ومنطقها..
فلكم الحب أيها الأبطال الصامدون في ذلك الجبل الشامخ على تلك المواقف الرجولية والبطولية, وكونوا كما عهدكم الكل (صخرة) عاتية تتحطم كل الشرور والمؤامرات عليها, وسدا حصينا ومنيعا أمام تلك الجحافل التي تسير دون هدى أو دراية, وكأنها كالأنعام بل هي أضل سبيلا, فكونوا كما كنت في مواقع البطولة والإباء والبسالة كما عهدكم الكل لاتهابون الموت أو تخافون العدو, بل تعشقون التحدي والنازل حي يتعلق الأمر بالدفاع عن دينكم ووطنكم..





