خاص(الحدث الجنوبية) كتب نبيل عبدالله
يمثل بيان هادي إعلان حرب وقبل ان نتعمق بتفاصيل هذا علينا ان نقر بأن لدينا في الحراك إلف مكون وألف تيار وألف قيادي وألف مجلس أعلى جميعها ذابت وانتهت وأكثر ما يمكنها ان تعمله بيان صادر عن مقيل ينتهي ببيان أخر مضاد في نفس الساعة
لقد غاب الرئيس فلم نستطع نحن بالجنوب عمل شيء حتى إن قيادات كبيرة تعرت حقيقتها فاختفت نهائياً وقد تعود بعودته بحسب الريموت كونترول ليعودوا سباق المنصات من جديد ويبيعوا لنا شعارات العجز العاطفية
مطالب أبناء الجنوب واضحة ويعلمها الجميع وسيبقى الجنوبيون متمسكون بمطالبهم العادلة والمشروعة وساحة الاعتصام التي هجرها الكثير يجب ان تبقى فاعلة حتى استعادة دولتنا حرة مستقلة
هناك الكثير الذين انتظروا من هادي إعلان الاستقلال وانا منهم وبتمعن نجده انه مطلب مبالغ فيه رغم انه هدف وغاية نتمناه لكن كل الشواهد من حولنا تقول ان هذا القرار سيقوم بتقوية تحالف عفاش والحوثي وسيزيد من التفاف كل القوى في الشمال حولهم وسنجد قبائل مأرب والقوى المدنية في تعز وكذا الفرقاء السياسيون متحدون تجاه الجنوب الذي يوجد بداخله عدد كبير من الثكنات العسكرية الضخمة التي تدين بالولاء المطلق لصالح والحوثي
نحن لا نطالب بالتنازل عن التحرير والاستقلال ولا بدعم هادي ولكن علينا ان نستمر في التعبير عن مطالبنا والتمسك بها وان لا نكون في نفس الوقت في مواجهة هادي لصالح أخر القوى التقليدية والمتمثلة بحلف صالح + الحوثي والمعركة معهم هي معركة الجنوب وهكذا يحدثنا الواقع والمنطق بعيداً عن فلسفة لا يعنينا
بيان هادي بعد عودته سيغير ميزان الحراك السياسي وكذا خارطة العمل العسكري وستظهر ألان شرعيتان شرعية اللجان الثورية صنعاء وشرعية هادي عدن
لن يقبل الحوثي نهائياً العودة لما قبل 21 سبتمبر فالجماعة متشبثة بالحكم والسلطة مما يعني ان الفريقان سيكون إمامهم مواجهة حقيقية سياسياً وعسكرياً
تبدى المواجهة بعزل صنعاء ومحاصرتها اقتصادياً وربما يتطور الأمر لإغلاق المجال الجوي والسواحل البحرية على جميع مناطق سيطرة الجماعة وقد نجد تدخل عربي ودولي مع هادي
الأهم من ذلك ان بيان هادي سيصعد من المواجهة بين المتظاهرين والأحزاب والقوى المدنية داخل مناطق سيطرة جماعة الحوثي وستزداد مع ازدياد الخناق الاقتصادي
بيان هادي خطوة سياسية سندركها لو تمعنا بتجرد وبعيد عن العاطفة وردة الفعل فالرجل قد يستقل الوقت لإكمال سيطرته على قوى الجيش في الجنوب باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة وستكون قراراته في مواجهة قرارات المجلس العسكري التابع للحوثي
والحوثي لا يمكن ان يرضى بالأقاليم ولا يمكن ان يرضى بالعودة لما قبل 21 سبتمبر اذاً المواجهة بدئت وستتصاعد وتيرتها بوقوف العالم مع شرعية عدن ضد الانقلابين في صنعاء في تغير عكسي حيث دعم العالم ما اعتبره شرعية صنعاء ضد الانقلابين في عدن ابان حرب صيف 1994
تلك المواجهة وتمسك كل طرف بشرعيته ومطالبه ستغير حتى المواقف وتتصاعد وقد ينتهي الأمر بتسوية سياسية اتوقع ان تكون لصالح الجنوب حين يكون ميزان القوة يرجح لصالح عدن ضد صنعاء
عودة هادي عن الاستقالة من عدن ورفضه للانقلاب وما لحق بعد 21 سبتمبر يعني بمثابة إعلان حرب بعكس ان يسحب استقالته وهو تحت قبضتهم حيث سيمنحهم الشرعية التي يحلمون بها
لنراقب بصبر وتمعن ونتمسك بمطالبنا ونترك هادي في مواجهته مع اخر قوى الهيمنة في الشمال حلف صالح + الحوثي فالمعركة معركة الجنوب الاستباقية ومن الغباء والسذاجة ان نكرر مفهوم لا يعنينا فأن كان علينا ان لا نقف مع هادي فعلينا ان لا نقف ضده ونتمسك بمطالبنا وحراكنا السلمي الحضاري حتى تحقيق هدفنا في استعادة دولتنا حرة مستقلة وعاصمتها عدن





